قبرص وجهة صيفية مبهرة تمزج بين التاريخ والطبيعة والثقافة المتنوعة


محمد توفيق
2025-07-29 | 10:20 ص
تابعنا على تويتر للحصول على أخر الاخبار
تجذب قبرص سنوياً آلاف السائحين الباحثين عن وجهة صيفية تجمع بين الاسترخاء والمغامرة، حيث تتميز هذه الجزيرة المتوسطية بجمالها الطبيعي وتنوعها الثقافي الغني، وتُعد واحدة من الوجهات التي لا تُنسى بفضل سواحلها الخلابة وتراثها العريق ومناخها المعتدل. ت
قع قبرص في موقع استراتيجي بين قارات ثلاث، ما جعلها مركزاً لحضارات متعددة انعكست في ملامح مدنها ومعمارها ومأكولاتها، الأمر الذي يجعل زيارتها تجربة مفعمة بالتاريخ والجمال الطبيعي والضيافة الحارة.
تُعد نيقوسيا العاصمة واحدة من أبرز المحطات السياحية، فهي المدينة الوحيدة في العالم المقسّمة بين دولتين، ما يمنحها طابعاً فريداً ومؤثراً.
يتجول الزائر في شوارعها القديمة بين أسوار البندقية، حيث الأزقة الضيقة والأسواق التقليدية تنبض بالحياة، وتقدم صورة أصيلة عن التراث القبرصي.
ويشكل معبر شارع ليدرا نقطة عبور بين شطري المدينة، ليكتشف الزائر فارقاً ثقافياً ملموساً بين الجنوب اليوناني والشمال التركي، بينما تظل المدينة شاهداً حياً على تاريخ طويل من الصراعات والتنوع.
وفي الجنوب الغربي، تتألق مدينة بافوس التي تدرجها اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي، إذ تضم معالم تاريخية مثل “مقابر الملوك” و”بيت ديونيسوس”، حيث تتجلى الأساطير اليونانية في لوحات فسيفسائية نابضة بالحياة.
كما تحتضن بافوس خليج كورال، وهو شاطئ مثالي للعائلات يوفر لحظات من الاسترخاء في أحضان الطبيعة، وتكتمل الجولة بزيارة قلعة بافوس، التي تقف كرمز أثري لماضٍ مجيد لا يزال حاضراً في تفاصيل المدينة.
أما ليماسول، فهي مدينة ساحلية تدمج بين الحداثة والتقاليد، وتُعرف بمينائها المتطور ومواقعها التاريخية مثل قلعة ليماسول ومدينة كوريون الأثرية ذات المسرح الروماني المفتوح، حيث تلتقي مشاهد البحر بالعمارة الكلاسيكية في مشهد يأسر الألباب، ولا تُعد ليماسول مكاناً للزيارة فقط، بل مركزاً حيوياً للاحتفالات والمهرجانات الثقافية التي تعكس نبض الحياة القبرصية المعاصرة.
للباحثين عن المتعة الشاطئية، تقدم أيا نابا تجربة لا تُضاهى، بشواطئها الشهيرة مثل شاطئ نيسي وخليج شجرة التين، إلى جانب كهوف البحر الطبيعية ومنحدرات كيب غريكو، ما يجعلها وجهة نابضة بالحياة تُناسب الشباب والعائلات على حد سواء، ويُمكن الاستمتاع بأجواء البحر والموسيقى والتسلية أو التوجه لاكتشاف المناطق الطبيعية في جو هادئ بعيداً عن صخب المدن.
وتُعد جبال ترودوس ملاذاً طبيعياً مثالياً للهاربين من حرارة الصيف، حيث تنتشر القرى الجبلية التقليدية مثل أومودوس وكاكوبيتريا، وتُزين الكنائس المدرجة في قائمة التراث العالمي المنطقة بلوحاتها الجدارية القديمة، كما تضم ترودوس شلالات ومسارات جبلية تُلائم عشاق الطبيعة والمغامرة، مقدّمةً مشهداً طبيعياً يأسر القلوب.
وفي لارنكا، يمكن للزائر أن يبدأ رحلته من بوابة الدخول الرئيسية إلى الجزيرة، ليستمتع بمزيج من التاريخ والطبيعة، مثل كنيسة القديس لازاروس وبحيرة لارنكا المالحة التي تجذب طيور الفلامنغو في الشتاء، إلى جانب شاطئ فينيكودس الشهير بممشيه المحاط بالنخيل وأجوائه المريحة، وتُعد لارنكا خياراً مناسباً لمن يبحثون عن التوازن بين السياحة الثقافية والاسترخاء.
أما في الشمال، فتبرز مدينة كيرينيا كموقع ساحر يطل على المتوسط، وتحتضن ميناءً تاريخياً وقلعة شامخة تُطل على أفق البحر، لتمنح الزوار تجربة شاعرية لا تُنسى، وتُجسد كيرينيا صورة مثالية لمدن المتوسط ذات الطابع التاريخي والطبيعة الخلابة.
وفي أقصى الغرب، تقع شبه جزيرة أكاماس، وهي جنة طبيعية تحتضن الوديان والغابات والشواطئ المعزولة، وتوفر فرصاً لهواة الغوص في البحيرة الزرقاء أو لمحبي المشي عبر مضيق أفاكاس، لتكتمل التجربة بمزيج من المغامرة والاسترخاء.
هكذا تُجسد قبرص وجهةً سياحيةً متكاملة، ترحب بجميع الزوار سواء كانوا يبحثون عن تاريخ غني، أو طبيعة ساحرة، أو تجارب ثقافية متنوعة، ويظل تنوعها وتناسق عناصرها السياحية عاملاً رئيسياً يجعل منها وجهة صيفية لا تُقاوم.