جزيرة ناكسوس اليونانية تستعرض سحرها الطبيعي والتاريخي كوجهة صيفية مثالية

تقدّم جزيرة ناكسوس اليونانية تجربة سياحية متكاملة تنبض بجمال طبيعي ساحر وتاريخ طويل يلامس الأساطير، حيث تعد أكبر جزر سيكلاديز وأكثرها خضرة وتنوعاً، وتتميّز بسواحلها الهادئة، وقراها البيضاء المطلة على بحر إيجه، وتراثها الثقافي المتجذر في أعماق الحضارات الإغريقية والرومانية والبيزنطية، ما يجعلها وجهة فريدة تجذب الباحثين عن الاستجمام والمغامرة في آن واحد.

تمتاز ناكسوس بكونها خياراً صيفياً مفضلاً بفضل مناخها المتوسطي الدافئ ومياهها الفيروزية الهادئة، إذ يبدأ موسم الذروة فيها من منتصف يوليو ويستمر حتى أوائل سبتمبر، وتتحول خلالها الشواطئ والقرى إلى مساحات نابضة بالحياة والمهرجانات، كما توفر الجزيرة أجواء مثالية لمحبي ركوب الأمواج ورياضات الكايت سيرف التي تزدهر تحت تأثير رياح “الميلتيمي” الموسمية، وهي ظروف طبيعية تجذب الهواة والمحترفين على حد سواء.

وتوفر جزيرة ناكسوس تجربة سفر بأسعار معقولة مقارنة بجاراتها مثل ميكونوس وسانتوريني، حيث تبقى أماكن الإقامة والأنشطة والجولات بأسعار تنافسية، دون الإخلال بجودة الخدمات أو تنوع الخيارات، مما يمنح الزائر فرصة استكشاف الجزيرة بميزانية مرنة، مع التمتع بشواطئ خالية من الاكتظاظ ومسارات مشي خلابة تمرّ بين الجبال وغابات الأرز والمواقع الأثرية.

يسهل الوصول إلى ناكسوس سواء جواً عبر رحلات مباشرة من مطار أثينا إلى مطار ناكسوس الوطني، أو بحراً عبر العبارات التي تربط الجزيرة بالموانئ الرئيسية في العاصمة، إلى جانب خطوط منتظمة تربطها بجزر سيكلاديز الأخرى، مثل سانتوريني وباروس وأمورجوس، ما يفتح أمام السائح خيارات واسعة للتنقل واستكشاف المحيط القريب.

ولا يمكن اختزال تجربة ناكسوس دون المرور على شواطئها المدهشة، مثل شاطئ بلاكا الممتد لأربعة كيلومترات، والذي يعد من الأفضل لعشاق الشمس والرياضات المائية، وشاطئ أجيوس بروكوبيوس ذو المياه الهادئة الصافية، وشاطئ أليكو المنعزل بين الكثبان الرملية وأشجار الأرز، إضافة إلى شاطئ أجيا آنا القريب من المدينة والذي يجمع بين الأجواء الحيوية والمياه النقية.

وتزخر الجزيرة بقراها التقليدية التي تحتفظ بأصالتها بعيداً عن الزحام، مثل خالكي التي كانت يوماً مركزاً تجارياً، وكورونوس الجبلية التي تُقدّم بانوراما عن حياة اليونانيين في القرى القديمة، فيما تتربع قلعة كاسترو فوق المدينة القديمة لتروي حقبة حكم الفرسان، وتبقى بوابة بورتارا الضخمة شاهدة على معبد أبولو الذي لم يكتمل، بينما تكشف تماثيل كوروس عن الإرث الفني القديم وسط الجبال والوديان.

ويتألق مطبخ ناكسوس المحلي بوصفاته الغنية، بدءاً من أطباق الضأن المحشو والأجبان المحلية المميزة، مروراً بحساء الكوكولوميريا ومعجنات السيفوكلوتي، وصولاً إلى أطباق السمك الطازجة والمأكولات البحرية التي تُقدم في المطاعم الراقية أو “التافرن” البسيطة، ما يمنح الزائر نكهة أصيلة ممتزجة بأجواء ضيافة يونانية تقليدية.