السياحة التاريخية تبرز عظمة العمارة الرومانية القديمة

آخر الأخبار

محمد توفيق
2025-07-23 | 10:01 ص
تابعنا على تويتر للحصول على أخر الاخبار
أعادت السياحة إحياء الاهتمام العالمي بالمباني الرومانية القديمة، التي لا تزال شاهداً على عبقرية معمارية تجاوزت حدود الزمن والجغرافيا، إذ تنتشر في عدد من الدول معالم تعود إلى حضارة اتسمت بالفخامة والدقة، وامتد تأثيرها إلى كافة الفنون العمرانية حتى يومنا هذا.
وتُمثّل هذه المباني نقاط جذب سياحي من الطراز الرفيع، تجذب عشاق التاريخ والآثار من كل أنحاء العالم، لما تحمله من قصص حقيقية وتفاصيل معمارية مذهلة، ما يجعل كل زيارة لها رحلة عبر الزمن إلى قلب الإمبراطورية الرومانية.
تُعد الكولوسيوم في روما أبرز معالم العمارة الرومانية وأكثرها شهرة، وقد بدأ بناؤه في عهد الإمبراطور فيسباسيان عام 72 ميلادياً، وأكمله ابنه تيتوس، واستُخدم لاستيعاب أكثر من خمسين ألف متفرج في عروض قتالية استمرت لأيام، وهو ما يجسّد القوة التنظيمية والهندسية في الإمبراطورية.
ولا تقل مدينة بعلبك اللبنانية روعة، حيث تقف معابد جوبيتر وباخوس وفينوس شامخة، على الرغم من مرور آلاف السنين على تشييدها، وتُعد الأعمدة الستة المتبقية من معبد جوبيتر مثالاً مدهشاً على دقة النحت الروماني وضخامته.
وفي مدينة بومبي الإيطالية، تتجسد مفارقة التاريخ حين دفنت المدينة بالكامل في رماد بركان فيزوف، لكنها تحولت إلى متحف طبيعي للحياة اليومية في زمن الرومان، حيث ظل كل شيء على حاله وكأن الزمن توقف في لحظة مأساوية واحدة.
ويبرز مسرح أسبندوس في تركيا كأحد أفضل المسارح الرومانية حفظاً، حيث لا تزال ملامحه الأصلية قائمة، ما يجعله من أهم المراكز الثقافية التاريخية التي استُخدمت لعروض المصارعة، ثم لاحقاً لعروض الأوبرا في العصر الحديث.
أما قناة سيغوفيا في إسبانيا، فهي مثال آخر على براعة البناء دون استخدام الملاط، حيث لا تزال تنقل المياه منذ ألفي عام، ما يعكس عمق المعرفة الهندسية للرومان.
وفي قلب روما، تُطل قلعة سانت أنجيلو كصرح تحول من ضريح للإمبراطور هادريان إلى حصن فخم، ثم إلى متحف عصري يحتضن ماضي المدينة.
وتستمر الرحلة نحو سور هادريان في بريطانيا، الذي شُيّد كحد دفاعي متين، وبقيت أجزاء منه قائمة لتروي حكاية صراع طويل بين روما والقبائل الشمالية.
وفي أقصى شمال غرب إسبانيا، يقف برج هرقل كأقدم منارة ما تزال قيد الاستخدام في العالم، وقد خضع لتجديدات متتالية منذ بنائه في القرن الثاني الميلادي، ما يُظهر مرونة التصميم الروماني وقدرته على التكيف مع العصور المختلفة.
وتُختتم الجولة عند جسر ألكانتارا في إسبانيا، الذي يعد رمزاً لهندسة الجسور الرومانية، وتمكّن من مقاومة عوامل الزمن والحروب، ليبقى تحفة معمارية قائمة تشهد على مكانة روما كأعظم حضارة بنائية في العصور القديمة.