الباحة تواصل تألقها وجهةً صيفيةً بطابع طبيعي وتراثي

آخر الأخبار

محمد توفيق
2025-07-25 | 9:51 ص
تابعنا على تويتر للحصول على أخر الاخبار
تتألق منطقة الباحة الواقعة جنوب غرب المملكة كإحدى أبرز الوجهات الصيفية، معانقةً قمم جبال الحجاز في مشهد يزدان بالضباب والنسيم البارد، لتقدّم تجربة سياحية فريدة تجمع بين جمال الطبيعة وعبق التراث، ضمن رؤية تنموية طموح تسعى إلى ترسيخ مكانتها كمقصد بيئي وثقافي بارز في خريطة السياحة السعودية.
وتُعرف الباحة بلقب “أرض الضباب”، بما تحمله من مناظر خلابة وتضاريس متنوعة، جعلتها محط أنظار آلاف الزوار والمصطافين في كل موسم، مستفيدة من مناخها المعتدل وتاريخها العريق وتكامل بنيتها التحتية المتجددة.
وتمنح الباحة زوارها إحساسًا بالتجدد من خلال مزيجها الجغرافي الغني الذي يتراوح بين الجبال العالية التي يصل ارتفاعها إلى 2,500 متر، والسهول الواسعة في تهامة، ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق اعتدالًا في درجات الحرارة على مدار العام.
وتتميّز بغاباتها الكثيفة مثل غابة رغدان التي تعود لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وتعلو عن سطح البحر بنحو 1,700 متر، محتضنةً أنواعًا نادرة من الأشجار مثل الصنوبر والطلح والزيتون، لتوفر أجواءً باردة ممزوجة بالأمطار المتفرقة، في لوحة طبيعية تبهج الزوار وتنعش حواسهم.
ويتجلى غنى الباحة التراثي من خلال القرى والمواقع الأثرية المنتشرة في أرجائها، مثل جبل النير غرب المخواة، وجبال عيسان، وخرائب معشوقة التي تحتوي على أطلال أكثر من 20 قرية أثرية، في حين تُعد قرية “ذي عين” التي تأسست في القرن السادس عشر الميلادي من أبرز المعالم التراثية في المنطقة، بما تمتلكه من مبانٍ حجرية متراصة وحقول موز وليمون وريحان على سفوح الجبال.
هذا الإرث الثقافي العميق يقترن بتنوع بيئي زراعي، حيث تنتج الباحة سنويًا نحو 30 ألف طن من الرمان، وتحتضن مزارع واسعة لأشجار العنب، اللوز، المشمش، والحماط، فضلًا عن أكثر من 20 ألف شجرة موز في قرية ذي عين، إلى جانب فواكه موسمية متعددة تُزرع في سهولها وجبالها مثل الخوخ، التفاح، الزيتون، الكمثرى، والبخارة.
ويمتد هذا الغنى إلى الفنون الشعبية التي تعكس هوية المجتمع المحلي، من خلال ألوان تراثية متوارثة مثل “اللعب”، “المسحباني”، “السامر”، و”القاف”، بالإضافة إلى “الزار”، “اللبيني”، و”العرضة” التي تُعد من أبرز الموروثات الفنية في الباحة.
وتعزز هذه المقومات شبكة من الطرق الحديثة التي تصل بين مواقعها الحيوية، بطول يتجاوز 1,500 كيلومتر، مثل طريق الباحة/الرياض، وطريق المندق المؤدي إلى غابة رغدان، وطريق عقبة الباحة الذي يربط بالساحل، إلى جانب مشاريع صيانة متواصلة تُشرف عليها الهيئة العامة للطرق، تشمل إعادة السفلتة، وتركيب الحواجز، والعواكس، والدهانات الأرضية لضمان جودة التنقل وسلامة الزوار.
وتؤكد هذه الجهود مجتمعة أن الباحة، بجمالها الطبيعي، وتراثها الغني، وشبكتها المتكاملة من البنى التحتية، تُواصل طريقها نحو أن تصبح وجهة سياحية رائدة ضمن الرؤية الوطنية للسياحة المستدامة، حيث تتلاقى البيئة والثقافة في إطار من الحداثة والتنظيم والطموح.