كازاخستان تحصد تقدماً لافتاً في تصنيف جوازات السفر العالمي وتتصدر إقليم آسيا الوسطى

حققت كازاخستان نقلة نوعية في مكانتها ضمن مؤشر هينلي لجوازات السفر العالمية، بعدما تقدمت ثلاثة مراكز دفعة واحدة لتستقر في المرتبة 63 من بين 199 دولة، وفقاً لأحدث إصدار من المؤشر الذي يُعد مرجعاً عالمياً في قياس مدى حرية السفر التي يتمتع بها حاملو جوازات السفر حول العالم.

ويعكس هذا التقدم الملحوظ عمق التحولات التي يشهدها المشهد الدبلوماسي والسياسي الكازاخستاني، والنجاح الذي أحرزته البلاد في توسيع شبكة علاقاتها الدولية وتعزيز حضورها الإقليمي والدولي.

وسجّلت كازاخستان بهذا التصنيف التفوق الأعلى بين دول آسيا الوسطى، حيث بات بإمكان المواطنين الكازاخستانيين دخول 79 دولة حول العالم بدون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، وهو رقم يعكس تحسناً كبيراً مقارنة بالسنوات الماضية.

ويمنح هذا التطور قيمة إضافية لجواز السفر الكازاخستاني بوصفه أحد أكثر الجوازات نفاذاً إلى العالم في الإقليم، متقدماً على قيرغيزستان التي جاءت في المرتبة 73 بإمكانية دخول 63 دولة، وأوزبكستان التي حلّت في المرتبة 74 بإتاحة دخول 62 وجهة، بينما تراجعت طاجيكستان إلى المركز 80 بدخول 56 دولة، وتذيلت تركمانستان القائمة الإقليمية في المركز 85 مع دخول 49 دولة فقط دون تأشيرة.

ويُظهر هذا التقدم نتائج جهود الدولة في تبنّي سياسات خارجية مرنة ومتوازنة، تقوم على بناء شراكات استراتيجية مع دول من مختلف القارات، إلى جانب توقيع اتفاقيات متبادلة تُسهل إجراءات دخول المواطنين، كما يعكس حرص كازاخستان على تحسين بيئة السفر والتنقل لمواطنيها، وتحقيق انفتاح أكبر على العالم بما يدعم التجارة والسياحة والتعليم والتبادل الثقافي.

وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية أشمل تنتهجها الحكومة الكازاخستانية لتعزيز موقعها على الساحة الدولية، من خلال تحسين التصنيف العالمي لمؤشراتها السيادية، وجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية، وتوسيع نطاق التعاون متعدد الأطراف.

ويمثّل هذا الإنجاز نقطة تحول إيجابية في نظرة المجتمع الدولي إلى كازاخستان، ويعزّز من فرصها في المستقبل القريب لتطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وآسيا والشرق الأوسط، لا سيما أن عدداً متزايداً من الدول بات يثمّن استقرارها السياسي ودورها الجغرافي الحيوي كبوابة استراتيجية بين الشرق والغرب، كما يمنح هذا التطور ميزة تنافسية للمواطنين الكازاخستانيين، من خلال تسهيل حركتهم في الخارج، وتقليل التكاليف المرتبطة بإصدار التأشيرات، ويعزز في الوقت ذاته من مكانة البلاد كمركز إقليمي صاعد على صعيد الاقتصاد والسياحة والابتكار.