فهرسة جوجل لإنستجرام نقطة تحول في قطاع السفر

بدأت شركات السفر والسياحة بإعادة تقييم استراتيجياتها الرقمية بعد إدراج منشورات إنستغرام لأول مرة ضمن نتائج بحث جوجل ، حيث أصبح بإمكان المستخدمين الآن مشاهدة محتوى عام يشمل الصور والفيديوهات والريلز من أكثر من 200 مليون حساب احترافي على إنستغرام ، وهو ما يتضمن حسابات العلامات التجارية والمبدعين ومدوني السفر والمؤثرين ، ما يمنح محتوى السياحة فرصة ظهور أوسع خارج تطبيق المنصة ويوفر إمكانية وصول غير مسبوقة للجماهير.

تطلب هذا التغير من المسوقين في قطاع السفر أن يطبقوا مبادئ تحسين محركات البحث نفسها التي استخدموها سابقًا مع مواقعهم الإلكترونية ، ليشمل ذلك محتوى إنستغرام بمختلف أنواعه ، وذلك من خلال تحسين التسميات التوضيحية ، واستخدام نصوص بديلة للصور ، واختيار علامات وسم متوافقة مع اهتمامات الجمهور ، لتتحول الحسابات السياحية من مجرد مصدر للإلهام البصري إلى أدوات تسويق حقيقية تؤثر على قرارات السفر والشراء.

أكدت تقارير حديثة أن إنستغرام يعتبر المنصة الأكثر تأثيرًا في قطاع السفر ، حيث قالت 71% من العلامات التجارية السياحية إنه المصدر الأهم للزيارات والتفاعل .

ولفت تقرير صادر عن شركة Phocuswright إلى أن 65% من المستخدمين الذين لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتخطيط رحلاتهم اتخذوا قرار الحجز أو الزيارة بناءً على محتوى شاهدوه على المنصة ، كما أظهرت بيانات النشاط على إنستغرام أن وسمَي #السفر و#الإجازة يتجاوزان 200 مليون استخدام شهريًا ، متفوقين على علامات وسم شهيرة في مجالات أخرى.

توقعت كلير إلسورث، مديرة الاستراتيجية في وكالة Impression، أن يؤدي هذا التطور إلى تحول حقيقي في سلوك المسوقين والمستخدمين على حد سواء .

وقالت إن المحتوى المرئي والجذاب على إنستغرام سيتفوق على المقالات التقليدية في نتائج البحث إذا تم تحسينه ليتماشى مع نية البحث ، لأن خوارزميات جوجل الحالية أصبحت تفضل المحتوى المتعدد القنوات الذي يجمع بين النص والصورة والفيديو بدلاً من الصفحات المليئة بالكلمات الرئيسية.

يمثل دخول إنستغرام المتأخر إلى فهرسة جوجل خطوة متأخرة مقارنة بمنصات أخرى مثل تويتر الذي بدأ في عام 2009 ، وتيك توك منذ 2020 ، ويوتيوب الذي يُعد جزءًا من نتائج البحث منذ استحواذ جوجل عليه عام 2006 ، في حين بدأ فيسبوك بالحصول على الأولوية في الظهور في نتائج البحث منذ نهاية 2021 ، ما يعكس التغير السريع في خريطة استخدام المحتوى المرئي كمصدر رئيسي للقرارات السياحية.

تعزيزًا لهذا التوجه ، أعلنت هيئة السياحة في دبي مطلع العام عن إنشاء أكاديمية متخصصة في صناعة محتوى السفر ، ما يشير إلى إدراك متزايد لأهمية المحتوى الرقمي كأداة تسويقية واستثمار حقيقي ، ويعزز من قدرة الجهات السياحية على بناء حضور رقمي مؤثر ضمن بيئة أصبحت فيها نتائج البحث مرتبطة مباشرة بالتفاعل على المنصات الاجتماعية.