عاجل

شهارة .. جسر يمني يربط جبلين شاهقين منذ 1905

آخر الأخبار

جسر شهارة
جسر شهارة

محمد توفيق

2025-07-27 | 2:04 م

تابعنا على تويتر للحصول على أخر الاخبار

يُعد جسر شهارة أحد أبرز المعالم الهندسية القديمة في اليمن حيث جرى بناؤه عام 1905 خلال حكم الإمام يحيى حميد الدين ، ويقع الجسر في منطقة شهارة شمال البلاد ويربط بين جبلين شامخين يعرفان بجبل شهارة الأمير وجبل جير شهارة الفيش ، وقد أقيم الجسر فوق أخدود عميق شديد الانحدار تفصله هاوية سحيقة تتطلب عبورها في الظروف العادية ساعات من التسلق والخطر.

جاء قرار بناء الجسر كحل عملي لمشكلة التنقل بين المناطق الجبلية شديدة الوعورة التي كانت تعيق الحركة وتستهلك وقتًا طويلًا وجهدًا شاقًا ، فجرى تصميم الجسر ليختصر هذه المسافة ويوفر ممراً آمناً بين الجانبين ، ويبلغ طوله قرابة 20 مترًا بينما لا يتجاوز عرضه 3 أمتار مما يجعله ممراً ضيقاً ولكنه كافٍ لعبور الأفراد والدواب ويؤدي دوراً حيوياً في ربط سكان القرى المحيطة بالجبلين ببعضهم البعض.

استُخدمت في بناء الجسر الأحجار المحلية وتم تشييده يدويًا دون الاستعانة بآلات حديثة أو معدات معقدة ، ويُظهر الجسر قدرة المعماريين اليمنيين في تلك الحقبة على التعامل مع التضاريس الجبلية القاسية واستخدام الموارد المتوفرة لصنع منشأة متينة ظلت قائمة لأكثر من قرن من الزمان .

كما ساعد الجسر في تعزيز التواصل الاجتماعي والتجاري بين التجمعات السكانية الواقعة على جانبي الجبال حيث كان يربط المناطق العليا بسوق شهارة القديم مما رفع من وتيرة النشاط الاقتصادي في المنطقة.

يتمتع الجسر اليوم بمكانة ثقافية وتاريخية لدى السكان المحليين كما بات مقصدًا للزوار الذين يأتون لمشاهدته والتقاط الصور من أعلاه نظرًا للإطلالة التي يوفرها على الوديان والمرتفعات المحيطة ، ويُنظر إليه كرمز للذكاء المعماري اليمني التقليدي الذي اعتمد على البساطة والوظيفة في آن واحد ، وقد ظل الجسر محافظًا على بنيته رغم الظروف الجوية والتغيرات السياسية التي شهدتها اليمن خلال القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين.

ورغم قِدمه إلا أن جسر شهارة لا يزال مستخدمًا في الحياة اليومية لأهالي المنطقة وهو يمثل في نظر الكثيرين شاهدًا ماديًا على الإبداع المحلي في ترويض التضاريس وتحويل العوائق الطبيعية إلى فرص للنمو والتواصل الإنساني ، كما يعكس بوضوح كيف استطاع السكان التعامل مع العزلة الجغرافية عبر حلول معمارية ناجحة قبل دخول التكنولوجيا الحديثة إلى المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى