الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل قطاع الضيافة في الإمارات

كتبت- سها ممدوح: يسلط تقرير لصحيفة “البيان” الإماراتية الضوء على التطورات المتسارعة في قطاع الضيافة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتجه الدولة بشكل متزايد نحو الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، وإنترنت الأشياء (IoT)، وشبكات الواي فاي 7 (Wi-Fi 7) لاستقطاب السياح الأثرياء.

ويأتي هذا التوجه مدعوماً بتوقعات تقرير مشترك صادر عن شركتي “أوراكل” و”سكيفت”، بعنوان “الضيافة في 2025: آلية ذكية وأكثر خصوصية”، والذي يشير إلى طفرة مرتقبة في تكنولوجيا “عدم التلامس” التي تعيد حالياً تشكيل المشهد العالمي لصناعة الضيافة. وتؤكد هذه التوقعات على أن 73% من النزلاء يفضلون خيارات الخدمة الذاتية لتقليل التفاعل البشري، بينما يستثمر 96% من أصحاب الفنادق في هذه الابتكارات، ويتوقع 62% منهم أن تصبح التجارب غير التلامسية هي السائدة بالكامل خلال العام الجاري.

وقد تحولت هذه التوقعات إلى واقع ملموس في الإمارات، حيث تُوظف هذه التقنيات المتقدمة في الفنادق الفاخرة والمنتزهات الترفيهية والمنتجعات الصحية. وتتماشى هذه الجهود مع استراتيجية الدولة الأوسع نطاقاً لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للسياحة.

وفي هذا السياق، صرّح عامود أجراوال، كبير العلماء التطبيقيين في “أمازون”، لـ “فوربس الشرق الأوسط” بأن “في أسواق مثل الإمارات، حيث توجد رغبة قوية في الرفاهية وتطلع إلى تجارب مبتكرة وفريدة من نوعها، يمكن لأحدث تقنيات الاستشعار بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء أن تعيد تشكيل صناعة الضيافة حقاً”.

من أبرز المبادرات في هذا المجال، إطلاق دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي نظاماً للتعرف على الوجه في الفنادق، بدأ بالفنادق من فئة الخمس نجوم في أبريل 2025، بهدف تبسيط إجراءات تسجيل الدخول وتعزيز الأمن. تُعد هذه المبادرة هي الأولى من نوعها التي تدعمها الحكومة لتطبيق تقنية التعرف على الوجه بالتعاون مع الفنادق. ويستخدم النظام بيانات بيومترية مشفرة تتوافق مع قوانين الأمن السيبراني لدولة الإمارات.

وعلّق صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، قائلاً: “تعكس هذه المبادرة التزامنا بالاستفادة من الابتكار لتعزيز تجربة الضيوف مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والأمن لكل من الضيوف وموظفي قطاع الضيافة”.

وفي دبي، قامت مجموعة “جميرا” بدمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتعزيز استرخاء النزلاء، بهدف الارتقاء بتجاربهم. ففي نوفمبر 2024، قدّم فندق “جميرا القصر” تقنيات “هابي سمارت سليب بادز” (Hapbee’s Smart Sleep Pads) و”ماترس توبرز” (Mattress Toppers) لتعزيز الاسترخاء، بالتعاون مع شركة “هابي تكنولوجيز” لإطلاق برنامج رقمي فريد لتعزيز النوم والسبا. ومن المقرر أن تتوسع مبادرة “سليب كونسييرج” (Sleep Concierge) لتشمل مجموعة مختارة من فنادق “جميرا” حول العالم بحلول عام 2025، حيث تستخدم تقنية “هابي” الحاصلة على براءة اختراع لبث مركبات بيولوجية رقمياً مثل الكافيين والميلاتونين، مما يعزز الاسترخاء والنوم والتركيز والرفاهية دون الحاجة للبلع.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شبكات “راكوس” (RUCKUS Networks) التابعة لـ “كومسكوب” (CommScope) عن إطلاق حلول الواي فاي 7 المدعومة بالذكاء الاصطناعي للفنادق في الإمارات في يونيو 2025، مستهدفة الفنادق الفاخرة، ومتوسطة التكلفة، والاقتصادية. ويدعم جهاز “راكوس H670″، بتقنية واي فاي 7 مع أجهزة راديو مزدوجة لإنترنت الأشياء، الأقفال الذكية وأجهزة الاستشعار في الفنادق الفاخرة، مما يتيح البث عالي الكثافة وتكامل إنترنت الأشياء. كما يضاعف معدلات نقل البيانات ويوفر نظاماً آلياً لتسجيل دخول الضيوف ولوحات تحكم مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

تعتمد الفنادق في الإمارات على إنترنت الأشياء لتقديم تقنيات المنازل الذكية، مما يتيح للضيوف التحكم في الغرف عبر الهواتف الذكية أو الأوامر الصوتية. وتفرض هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات (TRA) سياسة لإنترنت الأشياء تتطلب من المزودين تسجيل وتأمين بيانات الضيوف، خاصة بالنسبة للتحويلات عبر الحدود. ويضمن الامتثال لهذه السياسات الثقة في أنظمة الضيافة الذكية، ويدعم معايير الأمن السيبراني لدولة الإمارات.

وختم أجراوال حديثه قائلاً: “في بلد مثل الإمارات، حيث تُقدر الخصوصية بشدة، يجب تقديم التخصيص دون الاعتماد على الكاميرات المتطفلة، وباستخدام تقنيات الاستشعار اللاسلكية غير المرئية”.

اقرأ أيضًا:

الإمارات تعزز مكانتها كوجهة ضيافة عالمية باستثمارات نوعية