وجهات سياحية

استكشف حضارة قرطاج القديمة يمنح زوار تونس تجربة لا تنسى

آخر الأخبار

قرطاج
قرطاج

محمد توفيق

2025-08-03 | 11:20 ص

تابعنا على تويتر للحصول على أخر الاخبار

صنفت قرطاج ضمن أكثر الوجهات السياحية التي تستقطب اهتمام الباحثين عن الجمال التاريخي والهوية الحضارية ، وامتدت شهرتها إلى مختلف أنحاء العالم بسبب غناها الأثري وتنوع معالمها التي تروي حكاية حضارة ضاربة في القدم ، حيث تمتزج في شوارعها الأطلال الفينيقية بالآثار الرومانية وتطل على البحر المتوسط من موقع استراتيجي ظل محط أنظار الملوك والإمبراطوريات عبر العصور.

انطلقت السياحة الثقافية في قرطاج بتحول تل بيرصا إلى وجهة مركزية تستقبل آلاف الزوار سنوياً ، وتبرز أهميته من خلال الإطلالة البانورامية التي يمنحها لزائريه على الخليج والموانئ البونية التي بنيت بشكل دائري فريد يخفي الأساطيل القرطاجية عن الأنظار.

ويضم التل بقايا حي سكني يعود إلى عهد هانيبال ، حيث تشعر الزائرات بأنهن يعشن تفاصيل الحياة اليومية لنساء القرطاجيين وسط شوارع كانت مليئة بالتجارة والحركة.

قدمت صهاريج المعلقة في أسفل التل مثالاً عملياً على البنية التحتية التي اعتمد عليها سكان قرطاج القدماء لتوفير المياه ، إذ ظلت هذه المنشآت شاهداً على براعة الرومان في تصميم أنظمة مائية معقدة لخدمة الحمامات والمنازل ، ونجحت في البقاء حتى اليوم رغم مرور القرون ، وتسمح تفاصيلها بفهم كيف كانت الحياة تعتمد على التحكم الدقيق في الموارد الطبيعية.

وفرت زيارة متحف قرطاج طابقين من القطع الأثرية الفريدة التي تعكس تطور الفنون والطقوس في المدينة ، وتضمنت التوابيت المنحوتة من الحجارة والفسيفساء التي تصور مشاهد الحياة والطبيعة ، كما حافظت كاتدرائية الأكروبول على رونقها رغم توقفها عن الاستخدام الديني بفضل طرازها المعماري المميز الذي يجمع بين عناصر مغاربية وبيزنطية وقوطية.

شهدت حمامات أنطونين الرومانية إقبالاً واسعاً من السياح بسبب ضخامتها وموقعها الساحلي المميز ، وشكلت نموذجاً على الرفاهية التي عاشها السكان في العصر الروماني ، ورغم أن معظم أجزائها مدمرة ، ما زالت الأقواس الحجرية والممرات المحاطة بالعشب ترسم ملامح الفخامة القديمة التي كانت سائدة في تلك الحقبة.

ساهم المسرح الروماني المعاد بناؤه في إحياء المشهد الثقافي لقرطاج عبر استضافته مهرجان قرطاج الدولي كل صيف ، وتدل مدرجاته التي تتسع لآلاف المتفرجين على أهمية الترفيه والموسيقى في الحياة القرطاجية ، ويعكس المسرح أيضاً بُعداً معمارياً مميزاً ساهم في تفعيل السياحة الثقافية وتدفق الزوار الباحثين عن تجربة تدمج بين التاريخ والفنون.

قادت زيارة الفيلات الرومانية القريبة من المسرح إلى استكشاف نمط الحياة السكنية للنخب الرومانية في تونس ، وتجلت ملامح الترف في فيلا الطيور التي زُينت بساحة داخلية وفسيفساء تصف الطبيعة والحياة اليومية ، وامتدت رفاهية تلك المرحلة إلى الشرفات المطلة على الخليج لتمنح ساكنيها جواً من الراحة والفخامة.

برز المدرج الروماني كأحد أكبر المنشآت في العالم القديم بسعة وصلت إلى ستة وثلاثين ألف متفرج ، ويعكس تاريخه الطويل اهتمام قرطاج بالعروض الجماهيرية والمصارعة كوسيلة ترفيه ، وأظهرت الممرات السرية والبوابات المنحوتة مستوى متقدم من البناء والتخطيط ساهم في تعزيز دور قرطاج كقوة حضارية وسياسية لا يستهان بها.

زر الذهاب إلى الأعلى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى