قرى البحر الأحمر السياحية تحتفي بمهرجان التين الشوكي وتدعم المنتج البيئي

كتب – أحمد زكي :  أطلقت مجموعة من القرى السياحية والفنادق الكبرى بمحافظة البحر الأحمر فعاليات “مهرجان التين الشوكي”، في تجربة غير تقليدية تهدف إلى إعادة تقديم الفاكهة الصيفية ذات الأشواك الذهبية كرمز للهوية البيئية المحلية، وسفير للنكهة الصحراوية المصرية في المحافل السياحية العالمية , وذلك في خطوة رائدة تجمع بين الإبداع السياحي والاستثمار الزراعي.

مهرجان بنكهة الصحراء وبروح الضيافة المصرية

وعلى مدار أسبوع كامل، امتلأت الساحات الخارجية للفنادق ومنتجعات الغردقة وسفاجا ومرسى علم بعربات تقليدية تحمل التين الشوكي، إضافة إلى أكشاك مزيّنة بألوان بدوية لبيع العصائر والمربّى والحلويات المُصنّعة من ثمار الصبر. ورافق ذلك عروض فنية وفقرات فولكلورية، وورش عمل حية للطهي، بمشاركة طهاة محليين ودوليين، ما أضفى على المهرجان طابعًا احتفاليًا وسياحيًا متكاملاً.

السائحون: “فاكهة لذيذة وتجربة لا تُنسى”

أبدى عدد كبير من السائحين إعجابهم الكبير بهذه المبادرة. تقول “ليزا مارتين”، سائحة ألمانية تقيم في الغردقة، لم أكن أعرف أن هذه الفاكهة التي رأيتها على الطرقات تُستخدم في صنع عصير لذيذ للغاية كانت تجربة رائعة ومفاجئة.
أما السائح الإيطالي “ماركو فيدريكو” فقال، “أحببت الطريقة التي دمجوا بها التقاليد المحلية مع الأطعمة هذا النوع من المهرجانات يجعلني أشعر أنني أعيش جزءًا حقيقيًا من ثقافة البلد.

الفنادق تتبنى الفكرة وتدعم المنتج المحلي

عدد من إدارات الفنادق أكدت أن المهرجان ليس مجرد فعالية موسمية، بل هو خطوة ضمن خطة أوسع لتبني السياحة المستدامة، ودعم المزارعين المحليين الذين يزرعون التين الشوكي في المناطق الصحراوية المتاخمة للبحر الأحمر.
وأشار مدير أحد المنتجعات السياحية بالغردقة إلى أن الفندق بدأ بالفعل توقيع عقود مع موردين من قرى “القصير” و”سفاجا” لجلب كميات منتظمة من التين الشوكي، وتحويله إلى عصائر طازجة تُقدَّم يوميًا ضمن قوائم الطعام، ما يعود بالفائدة على الجانبين.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي: دعم للزراعة والهوية

من الناحية الاقتصادية، أسهم المهرجان في فتح أسواق جديدة أمام صغار المنتجين، وتشجيع التعاونيات الزراعية في الصعيد وسيناء على زيادة إنتاجها من التين الشوكي.
كما تم الإعلان عن نية بعض الفنادق إدخال منتجات العناية بالبشرة المصنوعة من زيت التين الشوكي ضمن مراكز السبا والمنتجعات الصحية.

أما اجتماعيًا، فقد فتح المهرجان الباب أمام فرص عمل موسمية، خاصة بين الشباب والنساء، الذين شاركوا في تنظيم الفعالية وبيع المنتجات، ما يعزز مفهوم التمكين المجتمعي عبر السياحة.

التين الشوكي من فاكهة الفقراء إلى نجم على موائد السياحة

يؤكد مهرجان التين الشوكي بالبحر الأحمر أن هناك فرصة واعدة لتحويل المنتجات الزراعية المحلية إلى علامات تجارية سياحية تحمل طابعًا مصريًا أصيلًا، وتساهم في ترسيخ ثقافة بيئية مستدامة، تكون فيها السياحة شريكًا في دعم الاقتصاد المحلي، وليس مجرد نشاط ترفيهي عابر.

إقرأ أيضاً :

رئيس الوزراء يتفقد أعمال تطوير واجهات العقارات على طريق كورنيش الإسكندرية